The 5-Second Trick For الادب الساخر

Wiki Article

عـــلـشــان تــبـقــى يا صاحبى حـمـــار لازم الأوّل تصبح جـــــــحـــش

وهنا أورد من ذكريات الطفولة حكاية إبن بائع الملح ، حيث اعتاد المعلمون فى المدرسة الابتدائية أن يسألوا التلاميذ عن طبيعة عمل أولياء أمورهم "فما كاد هذا الزميل ينطق بمهنة أباه حتى انفجر التلاميذ فى الضحك عليه مما أخجله وجعله يترك الفصل والمدرسة ويذهب ليتعلم السواقة ، وبعد سنوات يصبح الآن مليونيراً !..."

كما تقتضينا بعض الحفلات والسهرات طرازًا معلومًا من الثياب كالسموكن وغيره، أو لونًا خاصًّا على الأقل كالأسود أو الكحلي، هكذا قضى نقادنا على أحفاد امرئ القيس، فأمسى الشاعر كالقطار الحديدي، إن تنكَّب عن سكَّته وخطوطه بضع سنتمترات، تدهور وتحطَّم. وكما أن في أوروبا ثيابًا مُعدة تُستأجر لتُلبس في الحفلات، هكذا استعار شعراؤنا بزَّاتهم من عند امرئ القيس ليمثلوا بها في ديوان العرب. بقي مخزن الملك الضليل مُشرع الأبواب مئات السنين، ينتقي منه الغادي والرائح ثوبًا على قده، فتنفتح له أبواب القصور، ويهتك دونه الحجاب الصعب، وظلت صفة الطلول قيد التجويد والتنقيح أدهارًا، كأنها أحد اكتشافات باستور التي نجَّت البشر من أعدائهم غير المنظورين.

الاستظراف، السخرية، المزاح، العيارة، التريقة بالمصري، التخويث ونكش المخ بالأردني، كلها مفردات متقاربة تعني المزاح والفكاهة، لكن الطقطقة شكل خاص من ذلك.

ويقول في مقدمته لهذا الكتاب : إن (الصايع) لم يعد ذلك العاطل البلطجي الذي ليس معه بطاقة ويحمل في جيبه مطواة .

حتى لكأنك تلمس شخصياتها وتعايشهم عبر السطور، الكتاب دعوة لأن تسخر وتضحك وتفكر كما يقول الناشر على غلافه.

وكثير من الأجناس الأدبية اتجهت في أسلوبيتها نحو السخرية مثل الشعر والرواية والقصة، وكذلك المسرح والمقال الصحفي، وبرز كثير من الكتاب في شتى أنحاء العالم ممن عرفوا بهذا الأسلوب من الكتابة، بل إن هنالك تيارات ومدارس أدبية كاملة قد تبنت السخرية كمنهج في نظرتها للأشياء وموقفها من الوجود، فمسرح العبث ينهض بصورة أساسية على المفارقة والسخرية من الواقع ويرسم له صورة كاريكاتورية، حيث إن مسرح اللامعقول قد نشأ في ظل أوضاع استثنائية ساد فيها القمع والبطش، وتحولت حياة البشر إلى جحيم more info لا يطاق فكانت السخرية هي المواجهة المفضلة ضد تلك العوالم غير المنطقية، ولعل مسرحية «في انتظار جودو»، لصمويل بكيت، تعتبر أيقونة المسرح الساخر والعبثي، وكذلك فعل الشعر، ثم دخلت الرواية والقصة القصيرة بصورة أكثر تعبيراً في هذا المجال، فالسرد هو أكثر الأجناس الأدبية تعبيراً عن الواقع الاجتماعي.

وأرشح مشهور السناب السعودي نايف more info حمدان لتمثيل هذا الدور من الأدب الفكاهي الساخر.

* يوسف ادريس : (اكتب لأني أحيا ، واستمر في الكتابة لأني اطمح لحياة أفضل) * الطيب صالح : (أجدني ميالاً إلى القول اني لا أعرف بالضبط لماذا أكتب ، طالما اني أرغب فعلاً وأبداً بأن أصبح كاتباً.. فأنا انتمي لثقافة ممارسة واحترام الكتابة في تقاليدها) * الشاعر محمود درويش : ( ربما لأنني متورط في الكتابة بايقاع لم يسمح لي بالتساؤل.

ونمت ليلتى أتقلب على الفراش كما لو كان جمراً .. تحول الشخيـر الـذى بجـوارى إلـى نبـاح !! تحسسـت الجسـد .., ياإلهـى !! لقد تغيرت تضاريسـه كثيراً .

وذكر أن ما أدهشه حقاً هو مقارنة الكاتب الكبير على سالم بين الأدب الساخر والأدب الفكاهى الضاحك على نحو ما ورد عنه : " السخرية : هي إطلاق النار على الهدف للقضاء عليه .. أما الضحك فهو تجريد الهدف من سلاحه لإغرائه على الانضمام لموكب العدل و الحق و الجمال .

. أضـأت الأباجـورة .. صرخت منزعجـاً : كلب !! كلب ! .. إحتفظ النائم بالهدوء بل زاد عليه ابتسامة واثقة ، وقال مُرَحِباً : أهلاً بك فى فندق (سان جين)! . "

السخرية هي سلاح الجماهير والمجتمعات في مواجهة الأزمات، فهي وسيلتهم في التنفيس عن حياتهم وأوضاعهم الصعبة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية السيئة التي here تنعكس على حياتهم، فقد كانوا يقابلونها بالنكتة المحملة بالرفض، وقد استلهم الأدب أداة السخرية من المجتمعات ليصبح عند بعض الكتاب أسلوب يعبر عن التمرد، كما أنها تستخدم عندهم كنوع من الكوميديا الفاجعة التي تصور أوضاع المجتمعات التي ترزح تحت الفقر والقهر، فهؤلاء الكتاب يواجهون تلك الظروف الصعبة بابتسامة، لكنها مريرة تحتفي وراءها المآسي والأحزان.

أما website المشهد الأدبي اليوم، فلا أبلغ من وصف محمد جرادات الكاتب الأردني، الذي يفك شفرة السخرية في كتابه "الكتابة الساخرة في الصحافة"، ويأسف أن الكتابة الساخرة بدت في المشهد السائد اليوم بعيدة عن جوهرها، وكأنها اختلفت وخلعت ثوبها الحقيقي، لترتدي ما check here هو غير لائق بها في كثير من الأحيان، فأصبحت مليئة بالمديح والتبرير والدفاع عن الحكومات والسياسات، ولا تخلو من تناقضات بين مقالة وأخرى، فمرة تجد الكاتب الساخر يدافع ويبرر، ومرة تجده يهجم دون أن يمس أحدا، وبالتالي يستفاد منه ويوظف بما يخدم السلطة أكثر مما قد يعريها، أو يفضح سياساتها الخاطئة، كما أن أغلبية الصحف تميل إلى من يكتب وفق رؤيتها ورغبتها وسقوفها.

Report this wiki page